كيف تحول حياتك الى قصة نجاح بأدوات بسيطة …؟!

الحلم ليس مجرد خيال يراودنا في صغرنا نتمنى تحقيقه ومع مرور الوقت تبرد ارادتنا في العمل على تحويل هذا الحلم الى حقيقة. فقد يتعرض كل واحد منا لمراحل صعبة تقتضي في بعض الاوقات الى تغيير الخريطة التي سبق ورسمناها لتحقيق احلامنا.

كيف تحول حياتك الى قصة نجاح بأدوات بسيطة ...؟!

الدراسة :

تعتبر المرحلة الدراسية من المراحل الشائكة في حياة اي فرد، وخاصة في مجتمعنا العربي. حيث تتعرض بعض المجتمعات العربية الى الظلم الشديد من جراء نظم تعليمية عقيمة تعتمد في كثير من الاوقات على “التحفيظ” ووضع مناهج قديمة ولا تواكب العصر الحديث وما يحدث به من تطورات.

هذه العقبة نواجهها في مراحل التعليم المختلفة حتى الدراسة الجامعية ، فكثير من الطلبة لعدم قدرتهم على الاستمرار وسط هذا المناخ الغريب والمجهد يواجهون خطر دخول مجال لم يكن في يوما من الايام ما يحلم به…..! فتجد معلمين لم يحلموا قط بهذه المهنة ، وتجد اطباء يعتمدون على ما درسوه بالجامعة ولا يحلمون بالتقدم والتغيير الى اساليب اكثر تطور، وتجد مهندسين لا يملكون من الخيال ما يؤهلهم الى صنع الجديد ….! وغيرها من المؤهلات الكثيرة والمهمة لتقدم اي مجتمع تواجه خطر الانحسار التام…..!

التربية واراء الوالدين :

تعتبر رغبة الاهل من اهم الاشياء التي يجب ان يأخذها في الاعتبار اي طالب عربي . فتجد الوالد يحلم بأن يصبح ابنه طبيب او مهندس او صيدلي ، والام تحلم بإبنتها ان تصبح طبيبة مرموقة وغيره من حلقات المسلسل الذي شهدها كل بيت عربي يوما ما .

وهنا يحدث الصدام الازلي بين رغبة الاهل وضغطهم على ابنائهم وبين المناهج الغريبة وقدرات الطالب في التحصيل الدراسي وبين النتيجة النهائية لكل هذا … وهي تتمثل في جملة واحدة ….

قتل الحلم ومواجهة واقع مرير لا نملك فيه اي خيار غير الاستماع لرغبات الاخرين وتحقيقها مهما كلفتنا.

على الرغم من هذه الصورة الكئيبة التي رسمتها لكم يمكننا ان نغير في بعض ملامحها بقدر المستطاع …

فبالطبع لن نتمكن من تغيير المناهج التي ندرسها ، ولا بتغيير رغبات الاهل في رسم مستقبل مشرق لنا ووظيفة محترمة ومكانة مرموقة بالمجتمع، لكن يمكننا تحقيق معادلة متزنة بين كل هذه المعطيات ونخرج بشيء جديد ومختلف ، شيء يتمثل في كياننا ، شخصيتنا ونختار مستقبلا تتلاقي فيه احلام الجميع.

وبالتأكيد ليست هذه الصورة عامة على الجميع ، وانما هناك اباء يهتمون بمواهب ابنائهم ويثقلونها ويشجعونهم حتى يحققوا احلامهم . هناك نماذج حولنا تستحق الشكر والتقدير لمحاولاتها الجادة في تغيير هذا النمط المجوف في تربية ابنائنا ، كيف يستطيعون مساندة ابنائهم في مسيرة حياتهم حتى يصبحوا ما تمنوه يوما ما.

قصة نجاح بسيطة لكن ملفتة ….

وعلى سبيل التذكرة معي قصة بسيطة لفتاة مصرية ربما تكون غير مشهورة او اسم معروف لكنها لفتت انتباهي عند معرفتي بها وبشخصها. تدعى “انجي محمد” ، مصرية تسكن بالاسكندرية. انجي منذ الصغر اظهرت موهبة جميلة في الرسم واحبته كثيرا ، وهنا جاء دور الاهل ، حيث ساندها ابواها في موهبتها وشجعوها كثيرا واصقلوا موهبتها من خلال ادراجها في عدة برامج تنموية وثقافية بقصور الثقافة مما زادها خبرة كبيرة في فن الرسم واصوله. واشتركت بعدة مسابقات اثناء مرحلة الدراسة تألقت في العديد منها.

عندما وصلت انجي الى مرحلة اختيار الكلية قررت اختيار كلية تخدم موهبتها لذا اختارت كلية الهندسة قسم عمارة ودعمها اهلها كثيرا . في الكلية شاءت الاقدار ان تتعرف انجي على اشخاص اثروا كثيرا في حياتها العلمية ، منهم د/ علي بيومي ، هذا الشخص الرائع الذي ساعدها كثيرا في تعلم فن التصميم . وايضا د/ محمد زاهر كان له اثر كبير في تأسيس مباديء التصميم بإحترافية لديها.

هذه الفتاة المصرية استطاعت ان تجمع بين العمل كمهندسة معمارية وبين موهبتها في التصميم بشكل رائع ، ربما ليست من المشاهير وانما نجحت في وضع بصمتها في هذا المجال ولها تجارب مميزة به ، كما انها تملك خيالا جميلا في تصميماتها جعلت لها قاعدة لا بأس بها من العملاء وتنبيء بمستقبل باهر في غضون سنوات قليلة.

حديثي مع انجي كان بسيطا جدا وقصير ، لكن في هذه الدقائق الصغيرة تستطيع ان تلمس شخصيتها المصرة على تحقيق شيء جديد ، وهذا اكثر ما لفت انتباهي بها ، فقد رددت ان من يرغب بالنجاح عليه بالبحث فيما حوله عن الادوات المناسبة لتحقيق هذا الحلم ولا يستسلم ، ودائما يبحث عن الجديد ولا يلجأ لتقليد الآخرين ، فالنسخ كثيرة فيما حولنا لكن يبقى الاصل واحد….! مجال التصميم مجال ذكوري الى حد كبير على الرغم من وجود بعض النماذج الملفتة النسائية الا ان اي فتاة ترغب في دخول هذا المجال يجب ان تتسلح جيدا بكل ما هو فريد ومختلف حتى تجحز مكانتها بكل ثقة.

والثقة هنا مطلوبة … الثقة فيما تملكه من قدرات ، افكار ، رغبة في التقدم … كل هذه يجب ان تدعم بثقتك في ذاتك وامكانياتك لتحويل هذه الافكار الجريئة الى نماذج حقيقية تحقق من خلالها النجاح المطلوب.

في النهاية …

قصة انجي ربما تكون ليست الاولي وهناك امثلة كثيرة مثلها لا نعلمها ولا تسلط عليها الاضواء وهي بالنسبة لي مثال حي اردت مشاركته معكم … اردت ان اوضح ان بين هذا الواقع المجوف الذي نعيشة وما به من مساويء هناك ما يحاولون لتغييره ويرسمون لأنفسهم مستقبلا مختلفا مبني على الجمع بين الحلم والواقع بمعطياته.

مقالات ذات صلة