قصة نجاح “لي دنهام” : ملخص لفن ادارة الوقت والتغلب على مصاعب الحياة

كيف تتحدى الظروف والمجتمع ومعاملة الآخرين لك وتحول كل هذه الصعوبات الى اسباب للنجاح …؟

ما هو شعورك اذا رغبت في شراء شيئا ما ولا تملك من المال ما يكفي …؟

كيف تتحمل سخرية الآخرين لك …؟

قصة نجاح "لي دنهام" : ملخص لفن ادارة الوقت والتغلب على مصاعب الحياة

لي دنهام ( 1932 – 2011) هو بطل قصة النجاح التي نستعرضها لكم اليوم. هذا الامريكي الذي تحول من حياة فقيرة وصعبة الى اكبر مساهم في اشهر سلسلة مطاعم امريكية “ماكدونالدز” بالولايات المتحدة الاميريكية.

طفولة صعبة وشاقة …

تبدأ الحكاية بطفل من عائلة فقيرة جدا والده ليس موجود ، والدته تعمل كخادمة بالبيوت ، حياة فقيرة وظروف صعبة للغاية ، وعلى الرغم من كل هذه المعاناة تصر الام على تعليم طفلها بأي طريقة مهما تحملت من الام ومعاناة.

ادخلته المدرسة وتحملت عبء العمل بالبيوت وسخرية الاخرين منها كونها تعول طفلها وحدها ، ورغم كل هذا تحملت لأنها ارادت توفير حياة مختلفة لطفلها. وبالفعل ذهب دنهام الى المدرسة وواجه هو الآخر صعوبة في تعامل زملائه له وسخريتهم منه لفقره وعدم استطاعته على شراء ما يريد وعدم امتلاكهم المال من الاساس.

وعندما كبر دنهام قليلا قرر مساعدة والدته في مصاريف المنزل وعمل كماسح للأحذية ، عمل كجامع للقمامة وبحث فيها عن اشياء صالحة لإعادة تدويرها وباعها للمصانع المتخصصة . عمل بتوزيع الجرائد في عطلة الاسبوع ، كل هذا من اجل توفير بعض المال لمساعدة والدته الضعيفة .

الاختيار … و … التوفيق

وجاءت لحظة التقدم للجامعة ، وهنا فكر مليا دنهام في عدم الدخول للجامعة ، وقرر الالتحاق بالجيش الامريكي في سلاح الطيران؛ ليس كجندي وانما كمساعد طباخ ، وكانت تجربة رائعة له اكسبته خبرة الطهي. هذه الفترة عززت لديه حلمه في ان يكون طباخ في يوما من الايام. وذات ليلة بالفعل شكره رئيس الوحدة امام الجميع مما ساعده في ان يصبح كبير طهاة في احد معسكرات الجيش الامريكي.

استثمار الوقت وكيفية ادارته ، هي اهم سمات هذه المرحلة من حياة دنهام.

اربع سنوات كاملة ادخر فيها كل ما جناه من مال ولم ينفقه حتى على اي وسيلة من وسائل الترفيه والمتعة. لكن مازال المبلغ الذي جناه لا يكفي في ان يفتتح به مشروع خاص به.

وهنا بعد دراسة الوضع قرر البحث عن وظيفة مربحة له في الفترة الحالية تساعده على كسب المال اللازم له ، فقرر العمل كشرطي دورية فلهذه الوظيفة دخل لا بأس به خاصة بالدول الاجنبية.

اهمية ادارة الوقت والتخطيط السليم له

مازال هناك ما ينقصه …. افتتاح محل خاص يستلزم تعلم عدد من المهارات واهمها هي كيفية ادارة الاعمال ، كيفية ادارة الموظفين وفريق العمل.

كان يومه عبارة عن عمل كشرطي بالنهار ، وفي المساء بدأ دوراته في ادارة الاعمال. 10 سنوات كاملة على هذا الحال .

وهنا قرر ان يخطو خطوة مهمة بحياته الا وهي تحقيق حلمه الي راوده منذ الصغر وهو افتتاح محل تابع لسلسلة مطاعم ماكدونالدز الشهيرة ، وهنا ذهب لادارة ماكدونالدز وسأل عن المبلغ المطلوب لشراء الاسم ووضعه على المحل الخاص به ، وجاءت الاجابة بأ، ما جمعه خلال العشر سنوات الماضية ليس كافيا .

هل يستسلم للوضع ويلغي هذه الفكرة من خياله ويبحث عن بديل لها يتناسب مع امكانياته الحالية ووضعه …؟

لا بالطبع … لم يكن هذا قرار دنهام وانما قرر الاستمرار لمدة 5 سنوات اخرى في العمل . عمل دنهام كشرطي بالنهار وفي الليل عمل كنجار . لا وقت للراحة من يملك هدفا واصرار كهذا لا يستطيع ان يرتاح حتى يحققه … 15 عاما قضاها في العمل الشاق واعداد نفسه بمهارات ادارة الاعمال وجمع المال الكافي حتى تحين اللحظة المناسبة لتحقيق حلمه…. !

مفاجأة ومشكلة صعبة

ذهب مرة اخرى لادارة ماكدونالدز ومعه المبلغ المطلوب لاتمام الصفقة ، لكن ظهرت مشكلة اخرى او يمكننا القول انه تحدي كبير وصعب امام دنهام . فإدارة ماكدونالدز واجهته بأنها قادرة على افتتاح مقرات لها في اي مكان بالمدينة وهي لا تحتاج لمساعدة من احد ، لكن اذا كانت لديه الرغبة بالفعل فيمكنه افتتاح محله في احد اكثر الاحياء الامريكية شغبا بنيويورك….!

هل توافق ام ترفض ؟

بالفعل وافق دنهام على العرض وافتتح محله في هذا الحي ومر اسبوع حقق فيه مبيعات كثيرة ، لكن في الاسبوع الثاني حدث مشاجرة كبيرة وصلت الى تبادل اطلاق النيران . مما اثر على سمعة المحل وجعل الزبائن يخافون من الذهاب اليه مرة اخرى.

وهنا اخذ دنهام يدرس الوضع ويحلل معطياته بشكل رائع …..

ما هي الاسباب التي تدفع هؤلاء المشاغبين الى افتعال مثل هذه المشاكل ….؟

جاءت الاجابة كالتالي :

1- الكثير من وقت الفراغ
2- لا يوجد لديهم وظائف
3- وبالفعل لا يوجد معهم اي اموال

وهنا قرر معالجة الامر بشكل مختلف ….

اجتمع بهؤلاء المشاغبين وعرض عليهم العمل معه مقابل المال ، على ان يتركوا هذه المشاحنات ويتوقفوا عن افتعال المشاكل. وبالفعل قام بتدريبهم ، ونجحوا في العمل معه بالاضافة انهم ساعدوه في حماية المحل من اي مشكلة بما انهم اكثر خبرة منه في هذه النقطة …. !

وبالفعل مر عام كامل حقق فيه هذا الفرع نجاحا كبيرا مما دفع “راي كروك” احد مؤسسي سلسلة ماكدونالدز الشهيرة بزيارته . وحينما ذهب شعر بمدى النجاح الذي وصل اليه هذا الفرع في هذا الحي الشعبي البسيط. وكرم دنهام بمنحه جائزة خاصة كأحسن مدير حقق نجاحا في حي شهد صعوبات كثيرة.

وبالفعل استطاع دنهام تحقيق حلمه ووفى بالوعد الذي قطعه يوما ما وهو صغير لوالدته بأن يفتتح المحل الخاص به وان يجمع من المال ما يغنيها عن السؤال والعمل كخادمة بالبيوت وتحمل سخرية الآخرين لهم ولفقرهم الشديد. جمع دنهام الملايين وافتتح عدد كبير من الفروع ملأت ولاية نيويورك بالكامل.

هل انتهت قصة دنهام عند هذا الحد ….؟

لا فكل رائد اعمال ناجح لا ينتهي مشواره بتحقيق هدفه فقط … بل يستمر بمساعدة الاخرين على سلوك طريق النجاح ايضا.

فقرر مساعدة الطلبة الفقراء بمنح دراسية نظرا لأ،ه لم يكمل دراسته الجامعية ، فرغب بمساعدة الغير قادرين لتحقيق ما لم يستطيعه. ولم يقتصر عند هذا الحد بل وفر لهم وظائف لديه بالمطاعم التي امتلكها حتى ينتهي الطالب من الدراسة ثم يمنحه وظيفة اعلى طبقا للشهادة التي حصل عليها.

معاناة وفقر تحولت بالاصرار والتحمل وكيفية ادارة الوقت والتخطيط السليم الى نجاح كبير ثم الى مساعدة المحتاجين للوصول الى مكانة اعلى ووضعهم على الطريق السليم لتحقيق احلامهم.

هذه هي كانت اهم ملامح حياة لي دنهام صاحب اشهر سلسلة افرع تحمل العلامة الامريكية الشهيرة “ماكدونالدز”.

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة