كيف تبدء شركة ناجحة

Paulgraham_240x320

1-إعكس غزيرتك

 

لا تثق ابداً في احساسك الداخلي فيما يتعلق بالشركة حيث أن هناك  تشابه كبير بين انشاء شركة جديدة و ان تتعلم قيادة عجلة !!!
فاكر اول مرة و انت بتتعلم سواقة العجل و دايماً مركز على ان الجادون ما يلعبش في ايديك و دايماً باصص لتحت على العجلة الامامية في حين ان اي حد بيدربك على سواقة العجلة بيقولك بص قدامك و ركز على انك تبدل و تحفظ توازنك ؟
احساسك الداخلي و انت بتنشأ شركة هو حاجة لازم تتجنبها تماماً فيما عدا حاجة واحدة بس وهي شعورك ناحية البشر
السبب في كده هو ان ثقافة ريادة الاعمال جديدة نسبياً على مجتمعنا و ده ينطبق على العالم بأسره تقريباً و بالتالي احنا لسه ما عرفناش كثير عن ايه اللي بينجح و ايه اللي بيفشل حتى نقدر نطور احساسنا الداخلي في هذا المجال بينما احساسنا الداخلي لما بنقول ان فلان ده مريح او فلان ده شكل عنده حاجة مش مريحة بقى صح لأننا بنتعامل مع البشر في جميع الاحوال من قبل حتى ما نعمل شركة و قدرنا نطور موضوع الحس الداخلي ده كويس في المنطقة دي بينما فشلنا لسه نطوره في موضوع ريادة الاعمال
نفس السبب اللي بيخليك تحتاج حد يدربك على ركوب العجلة لكنك مش بتحتاج حد يدربك على الجري !!! لأنك بتتعلم تجري يمكن قبل ما تتعلم تتكلم
خليك فاكر الشركات الناشئة بتحتاج تدريب و لازم حد ينصحك و يقف جنبك.

طيب ايه اهم الحاجات اللي لازم نعملها و احنا بنبتدي شركة جديدة ؟

لازم نتجاهل تماماً غريزتنا الداخلية و ننسى موضوع الحاسة السادسة ده يعني مش معنى انك شايف ان العالم محتاج لخدمة ايميل جديدة او انك ممكن تعمل فلوس كويسة من خدمة غسيل سيارات تحت الطلب هو ان دي حقائق
ما تتعاملش مع قناعاتاك الداخلية ابداً على انها حقائق!!
طول عمري في المجال لما كانوا بيستعينوا بي كمرشد او mentor اتعلمت حقيقة بسيطة و هي ان شغلتي اني أقول للناس حاجات مش حيعملوها !!!
غريب بس حقيقي للأسف و بعد سنة او اثنين بتلاقي نفس الناس جايين يقولوا لك يا ريتنا كنا نفذنا الكلام ده
بس في نفس الوقت دي اهمية المرشد لأنه حيقولك الحاجات اللي انت غريزتك رافضاها و بالتالي حترفض تعملها و لو كان الموضوع دايما ان غريزتك حتكسب ما كانش حد احتاج مرشدين و لا مسرعات و لا حاضنات اعمال يعني الناس دول موجودين لسبب جوهري و أساسي في النظام ده استفيد منهم و الا حتدفع ثمن او أثمان غالية لأنك بتسمع صوت نفسك فقط !
الحاجة الوحيدة زي ما قلت اللي لابد تثق فيها بغريزتك هي شعورك ناحية الناس
لو حسيت بأن حد من شركائك او مستثمريك فيه حاجة غلط او شكل كلامه مزيف خليك واثق في نفسك و خليك متيقظ دايماً


2-الخبرة

 



انت لا تحتاج خبرة في الشركات الناشئة كي تُنشيء شركة و لكنك تحتاج خبرة في عملائك و من سيستخدمون منتجك عندك مارك زوكيربيرج مثلاً مؤسس الفيسبوك ، مارك ماكانش يعرف اي حاجة عن الشركات الناشئة و هو بيخطي اول خطواته لكن كان عارف كل حاجة عن عملاؤه و هم طلبة الجامعة اللي نفسهم يصاحبوا و يتصاحبوا !!!
من غير المتوقع ابداً انك كطالب جامعة او ثانوي تكون عارف يعني ايه convertible note ولا share holders agreement
في الواقع لو انت عارف الحاجات دي حتبقى علامات تحذيرية للمستثمرين بتقول الراجل ده حافظ مش فاهم !!!
و دي الغلطة اللي بيقع فيها كثير من رواد الاعمال و هي انهم فاهمين ان الشركة يعني نجمع فلوس من مستثمرين و نعين ناس و نؤجر مكتب شيك و …
و أول ما يخلصوا الحاجات دي يكتشفوا قد ايه هما ضاعوا !!! لأن كل الحاجات دي ليس لها علاقة بأهم حاجة في اي شركة وهي

كيف تصنع منتج او خدمة يريدها الناس؟؟؟

اجابة السؤال ده هي الخبرة الوحيدة اللي انت محتاجها و دي مش حتتعلمها في كلية ادارة الاعمال !!!

3-اللعبة


طول حياتنا بنتعلم حاجة واحدة بس و هي ازاي نغلب النظام؟؟
و احنا طلبة كلنا تقريبا اتعلمنا ازاي نتغلب على الامتحان و نفك شفرته
ليس بتعلم العلم اللي في الكتاب لكن عبر سلسلة محكمة من ادوات الغش !!!
ايوه حتى لو ما كناش بنغش حرفياً لكن كنا دايما بندور على نماذج للأسئلة و انا اول واحد معترف اني كنت بأعمل كده
كان كل همنا نحاول نعرف ايه الاسئلة اللي حتيجي في الامتحان و معروف ان في اي منهج في حوالي ٢٠ -٣٠ موضوع بيعتبروا مادة خصبة للأسئلة و لو ذاكرتهم كويس حتنجح و يمكن تتفوق كمان !!!
طيب ايه المشكلة هنا ؟
المشكلة ان علشان تعمل منتج كويس انت محتاج تذاكر الكتاب كله و كتابك هو العميل بتاعك و مالوش نماذج امتحانات و لا حتقدر تغش لأن العملاء بتوعك عاملين زي سمك القرش هل تقدر تضحك على سمك القرش و تديله اي حاجة يأكلها و هي تكون ما بتتأكلش ؟؟

رواد الاعمال دايماً بيحاولوا يتعاملوا مع الشركة زي الامتحانات و بيدوروا دايما على الطرق المختصرة و نماذج الامتحانات بمعنى اصح طريقة الغش.
دايماً الناس بتفتكر ان السر في اقناع المستثمرين يحطوا فلوسهم في شركتك و يبتدوا يسألوا ازاي ؟؟ تقول لهم لازم تنمو بسرعة فيردوا عليك طيب ازاي نأخد سكة مختصرة “للنمو بسرعة” و الرد بسيط هو نفسه موضوع الخبرة

” اعمل حاجة الناس عايزاها “

البحث عن طريقة الغش او الحل الوهمي مش حيفيدك كثير في شركتك
ممكن ينفع لو اشتغلت في مؤسسة ضخمة و عرفت ازاي تتملق رؤسائك او تخدعهم بشغل وهمي و تفاني في العمل غير حقيقي لكن ده لا يمكن حينجح مع العملاء
مافيش طرق مختصرة مع العملاء
المشكلة الكبيرة ان الغش و الحلول الوهمية ممكن تنفع مع المستثمرين لو انت بتعرف تتكلم كويس و ” شكلك فاهم يا نصة ” و يمكن تجمع فلوس مرة او اثنين لكنك في النهاية بتخدع نفسك فقط و حتلاقي انك بتضيع وقتك انك تقود الشركة نحو الهلاك .
توقف عن البحث عن الحلول السريعة و الغش و ابحث فقط عن الحلول الحقيقية لمشاكل الناس
في هذا المجال زي اي مجال حتلاقي حلول سريعة لكن تأثيرها محدود تمامً مقارنة بأنك تعمل ” حاجة الناس فعلاً محتاجاها”
لو قارننا بين واحد بيعمل حاجة الناس محتاجاها لكنه لا يعرف شيء عن الحصول على استثمار او raising funds وواحد عنده خبرة في كل ده لكن شكل منحنى نمو المبيعات عنده عبارة عن خط مستقيم موازي للزمن حتلاقي الاول بس هو اللي حيقدر يجمع فلوس و مش بس كده لكنه حينجح بعد ما يجمع فلوس لأنه ببساطة عمل حاجة الناس مستعدة تدفع فيها فلوس و محتاجينها بينما الثاني لا حيجمع فلوس و لا حيعمل شركة أصلاًً
ممكن تكون زعلان دلوقتي لأنك اكتشفت ان خداع النظام مش اختيار ناجح في دنيا ريادة الاعمال زي ما بينجح في الجامعة او الشركات الضخمة لكن بذمتك مش فرحان انك اكتشفت اخيرا ان في جزء من العالم مش شغال غير بالمجهود الحقيقي يعني تخيل معايا لو كان كل العالم زي الجامعة ممكن بشوية غش او فكاكة و تنشين صح نذاكر ايه ؟ حننجح و نتفوق مش كان حيبقى ظلم و اضطهاد لكل هؤلاء الذين يعملون بجد ؟؟
علشان كده في سؤالين مهمين لازم تدور لهم على اجابة من دلوقتي
ازاي تكسب في المجال اللي حتختاره ؟؟
و عايز تكسب ايه بالظبط ؟؟


4-الإستنزاف الكامل

 

خللي بالك لما حتبتدي شركة انها حتستهلك وقتك كله تقريباً
و لو نجحت حتستهلك وقتك أكثر و لمدة طويلة من حياتك
ممكن توصل لعشر سنوات او اكثر حتلاقي نفسك مش بتعمل حاجة غير شركتك دي
عندك كمثال لاري بييج المدير التنفيذي لجوجل اللي ابتدى يجري المشوار ده و هو عنده ٢٥ سنة و لغاية دلوقتي بيجري بدون لحظة واحدة لالتقاط الانفاس.
تخيل كل يوم كمية الامور الطارئة في امبراطورية جوجل و الامبراطور بس هو اللي يقدر يحلها !! تخيل كمان ايه اللي حيحصل لو خد اسبوع كامل أجازة كمية المآسي بتاعة اسبوع كامل حتتراكم فوق دماغه برضه.
و طبعا لا يمكن حتلاقيه بيشتكي لأن ما فيش حد بيتعاطف ولو للحظة مع ملياردير بيشتكي من قسوة الحياة ناهيك على انه لا يمكن يظهر لحظة من الضعف او التعب امام موظفيه.
لا أحد يعرف مدى صعوبة ادارة شركة غير الناس اللي عملوا كده فعلاً.
Y combinator اسست العديد من الشركات الناجحة و جميع المؤسسين اجمعوا على ان الامور عمرها ما بتكون أسهل و كل الشركة ما بتنجح كل ما الامور بتسير من صعب للأصعب و المشكلة بتتغير بصورة مختلفة حتى ان مشاكل الشركات الأكبر و الانجح بتصبح اصعب في حلها و بتبتدي تقلق هل حتقدر توفي متطلبات العملاء الجديدة أم لا !!!

هناك تشابه كبير بين انشاء الشركات و انجاب الاطفال و رغم ان الاطفال شيء رائع و نتعلم منه اشياء كثيرة الا انه شيء لا يمكن التراجع عنه فهو يشبه الضغط على زر الاطلاق الالكتروني لكرسي الطيار في الطائرة الحربية اول ما بتضغط عليه لا يمكن ترجع !!!
و من أجل ذلك فهناك الكثير يؤخرون انجاب الاطفال و خاصة في الدول الغنية و لكن الغريب ان هذا لا يحدث فيما يتعلق بالشركات الناشئة ايضاً في الدول الغنية
فالكثيرين من الطلاب يتوقون لاطلاق شركاتهم الخاصة و تجد ان الجامعات تشجع ذلك و تطلق الحاضنات التكنولوجية و برامج خاصة لريادة الاعمال بينما نفس الجامعات تقوم بتوزيع وسائل منع الحمل مجاناً على الطلاب !!! قمة التناقض أليس كذلك؟؟
بينما يمكنك بدء شركتك الخاصة في الجامعة لابد ان تعي ان ذلك يعني انك لم تعد طالباً و ان كونك طالباً بدوام كامل لا يمكنك من ادارة شركة بصورة سليمة لذلك فالبدء في شركة قبل سن العشرين سيمنعك من فعل أشياء كثيرة لن يمكنك فعلها بعد ذلك مثل العمل على مشروعات تجريبية او السفر في رحلات حول العالم بمصاريف بسيطة و دون جدول محدد !!!
الجامعة لا تستطيع تعليمك كيف تنشيء شركة ناجحة رغم انها ستعلمك اشياء عن الشركات الناشئة لكن كما قلنا من قبل فأنت لن تنجح سوى بمعرفة ماذا يريد عملاؤك و هذا شيء لن تتعلمه سوى بعد ان تنشيء شركتك فعلياً لذلك فترة الدراسة الجامعية لا تبدو اختياراً جيداً لبدء شركتك و كذلك عليك ان تتذكر ان فرص النجاح تزداد تدريجيا عند انشاء شركة بعد سن العشرين حيث انك ستكون قد شاركت في مشروعات جانبية قد يتحول اياً منها بعد ذلك لشركة ناجحة .


5-المحاولة

 

حتى الان يبدو ان انشاء شركة هو شيء صعب ولكن هل هو مستحيل ؟
الاجابة تتوقف عليك انت فالسؤال الصحيح هو هل انت على قدر التحدي ؟؟
و الاجابة البسيطة هي انه حتى الان لا يمكنك ان ترد فلو كان سنك اصغر من عشرين سنة فانت لم تخض تجارب كافية للرد على هذا السؤال بينما يمكنك الاجابة على اسئلة من نوعية هل ستكون مغني ناجح او لاعب كرة قدم متميز
هل تعرف لماذا ؟ لأنك غالبا جربت تلك الاشياء و استطعت تكوين فكرة عن مهارتك ولكنك لم تجرب بعد ان تنشيء شركة !!
و السؤال ليس فقط ما انت عليه الان و لكن السؤال الاهم هو ماذا يمكنك ان تكون ؟؟ و هل تمتلك الطموح و الجرأة الكافية لكي تقود شركة نحو النجاح !؟؟
في الواقع لا احد يمكنه الرد على هذا السؤال و يكفينا رأي بول جراهام نفسه و هو انجح شخص في هذا المضمار حيث انه وعلى مدى تسع سنوات كانت كل مهمته هي اختيار مؤسسي الشركات كي ينضموا لمسرعة اعمال Y combinator
و يجيب بنفسه على هذا السؤال و يقول علمتني تلك السنوات ان ابقى متفتح الذهن و قابل لكل الاحتمالات فيما يتعلق بمن من الشركات التي قبلناها سيكون نجم المرحلة !!
هناك من يأتون لواي كومبيناتور و هم متوقعين انهم سيذهلون العالم و سينجحون بسهولة كما نجحوا في كل الاختبارات السهلة نسبياً و التي خاضوها من قبل !!
و هناك من يأتون و هم يتسائلون كيف بالله عليكم اخترتمونا ؟؟ وهل يمكننا انا نمر دون ان تدركوا مدى الخطأ في اختياركم لنا ؟؟
الشيء المؤكد هو ان ما يحدث بعد ذلك ليس له علاقة اطلاقاً بما يعتقده هؤلاء او هؤلاء !!!!

اذاً لو كنت خائف لدرجة الرعب من انشاء شركة جديدة فربما كنت على حق و لذلك من الأفضل ان لا تحاول بينما لو كان عندك شك فيما يمكنك تحقيقه فهناك طريقة واحدة للتأكد وهي جرب ولكن بعد سن العشرين !!!



6-الأفكار



اذا كنت تريد ان تستعد لأنشاء شركة فأنت تحتاج لشيئين اولهم فكرة و ثانيهم شريك عمل !!

اهم قاعدة للحصول على افكار هو ان لا تبحث عن فكرة تصلح لانشاء شركة ولو فعلت ذلك فالمشكلة ليست فقط انك ستحصل على فكرة سيئة و لكن الأخطر انها ستكون فكرة سيئة و لكنها تبدو جيدة !!! و ذلك يعني انك ستضيع الكثير من الوقت و المجهود قبل ان تكتشف انها فكرة سيئة !!
لذلك افضل طريقة للحصول على افكار لشركات ناشئة هي ان تتوقف و تأخذ خطوة للخلف و تتوقف عن التفكير في فكرة تصلح لأن افضل الافكار هي التي ستأتي لك بدون وعي و بدون تفكير كثير لدرجة انك قد لا تلاحظ انها فكرة تصلح لشركة من الوهلة الأولى.

افضل افكار لشركات جاءت بدون تخطيط مسبق و عليك النظر لبدايات كل من أبل و جوجل و ياهوو و فيسبوك كل تلك الشركات لم يكن من المفترض أن تكون شركات من البداية.
كل تلك الشركات بدأت كمشاريع جانبية او هوايات لأصحابها و هذا من مميزات الافكار الجيدة و هي انها عادة تكون في البداية مضللة لدرجة انك ستلفظها كفكرة لشركة و ستعتبرها لا تستحق الكثير من وقتك
اذاً كيف تجد الافكار الصالحة ؟
١- تعلم كل المواضيع التي تهم و تعني شيئاً
٢- اعمل على المشاكل التي تستثيرك و تحفز تفكيرك
٣- اعمل مع هؤلاء الذين تحبهم و تحترمهم
و عبر رقم ثلاثة ستحصل على شركائك في الشركة

و عبر رقم ثلاثة ستحصل على شركائك في الشركة
لا تخطيء رقم واحد بحيث تحولها الى ” تعلم تكنولوجيا ” فأمامنا مؤسسي موقع airbnb.com لم تكن لديهم اي فكرة عن التكنولوجيا فتخصصهم كان التصميم المعماري و لكن كان لديهم قدرة رائعة على تنظيم المناسبات و تجميع البشر من أجل هدف ما !!
اذاً فعليك ان تتعلم تلك المواضيع التي ستؤدي الى تحفيز عقلك لابعد مدى و لكن كيف ستعرف تلك المواضيع ؟؟
مرة أخرى لا يوجد اجابات سهلة فالتاريخ مليء بقصص شباب و اطفال عملوا على مواضيع اتضح فيما بعد اهميتها بينما كان اباؤهم يرون انهم يضيعون وقتهم تماماً بينما التاريخ مليء ايضا بحالات لهؤلاء الذين اعتقد اباؤهم انهم يضيعون وقتهم فعلاً و كان الاباء محقين !!
مع مرور الوقت يجب ان تطور حاسة خاصة تجعلك تعمل على ما يحفزك فعلا و خاصة لو لم يكن كثير من الناس يهتمون بتلك الامور و تتجنب كل تلك الامور المملة حتى لو كان ظاهر الامر انها مهمة و لكن كن حذراً لأن من يستطيع التمييز بين هذا و تلك هم قلة و لكن هم عادة افضل رواد الاعمال.
نصيحة بول جراهام في كيفية تمييز تلك المشاكل المهمة بسيطة و لكن ليست سهلة فهو يقول لو تخيلنا ان التكنولوجيا عبارة عن بقعة عائمة على سطح المياه فان كل النقاط المتحركة على حافة تلك البقعة هي مشاكل مثيرة تستحق الدراسة و الحل.
اذاً لو اردت ان تدرب ذهنك على التعرف على المشاكل التي تستحق الحل فعليك كبداية ان تصل الى قمة تكنولوجيا ما و تصل لحدودها القصوى او بمعنى أخر عليك ان ” تعيش في المستقبل”
ربما كانت قصة صديقي العزيز بهاء جلال احد مؤسسي شركة كراود انلايزر هي خير مثال لتلك الحالة ، بهاء استثمر وقته في الدراسة الجامعية في اتقان مجال مهم و هو ” المعالجة الطبيعية للغة” natural language processing و بالطبع تخصص في اللغة العربية حيث ان عدد الباحثين العاملين في هذا المجال لا يذكر اصلاً رغم اهميته القصوى و تأثيره في حياتنا الان !!
عندما بدأ بهاء التعلم لم تكن الشبكات الاجتماعية في صورتها الحالية و لكن مع مرور الوقت استطاع بهاء تطويع ما تعلمه و اتقنه لمرحلة بناء شركة قلبها هو ما قام ببرمجته و يمكنكم متابعته على حسابه عبر فيسبوك هنا https://www.facebook.com/Bahaa.Galal
بهاء فضل يبحث عن افضل طريقة لبرمج حل المشكلة و لقى ضالته فيما يطلق عليه البرمجة الجينية او genetic programming و علشان تتصورها ممكن تفتكر فيلم ماتريكس حيث لا نبرمج الكمبيوتر بطريقة مباشرة لحل المشكلة و لكننا نعلمه كيف يقوم بنفسه بتوليد برامج لحل المشكلة
لو هواة البرمجة حبوا يقروا أكثر يقدروا يشوفوا البرنامج المبدئي هنا
و هنا بهاء بنفسه بيشرح بشوية تفاصيل
بهاء اكتشف الطريقة دي عن طريق انه قرأ كثير عن العقل البشري و ازاي عقلنا بيتعلم و حتلاقوا هنا شرحه للموضوع
بهاء لم يكتفى بالتعلم و لكنه كان مشارك دائم في مشاريع برمجة ذات مصادر مفتوحة و هي كثيرة عبر مواقع مثل
 sourceforge  و github  و يمكنك ان تبحث اونلاين عن مساهماته في
لم يكن بهاء يبحث عن فكرة لشركة ناشئة و لكنه تعلم تكنولوجيا معينة و اتقنها و طوعها كي تخدم الناس في مجال ما و هكذا ولدت شركة اراها ناجحة ان شاء الله
لو اردت ان تبني شركة مثل جوجل عليك ان تعلم  ان لاري بيج لم يسعى لتعلم كيف يبني شركة و لكنه تعلم كيف يصنع محرك بحث ممتاز و اهم شيء ان تتعلم كيف تنمي ما يطلق عليه ” فضول معرفي اصيل” او genuine curiosity
اذاً فالسر هنا بسيط لكي تبدأ شركة سواء كنت في الجامعة او تخرجت فعلا و السر هو ” تعلم شيء مهم”

 

مترجم بتصرف من محاضرة Paulgraham الأخيرة ..

مقالات ذات صلة