قصة نجاح تيري فوكس … وكيف تكون المعاناة سر النجاح؟

قصة نجاح تيري فوكس ... وكيف تكون المعاناة سر النجاح؟

كيف تكون المعاناة سر النجاح…؟

كيف تكون معاناتك هي سر نجاحك وشهرتك وتحقيقك للمستحيل …؟

ربما سمع الكثير منا عن ماراثون الامل الاشهر على مستوى العالم والذي يقام سنويا في اكثر من 60 دولة والذي تعود تبرعاته للمساهمة في ابحاث علاج السرطان.

واليوم نتناول معا السر وراء اقامة هذا الماراثون ومن هو الملهم وراء هذا الماراثون العالمي.

قصة حياته :

انه تيري فوكس … قصة حياته قصيرة جدا …. فهو شاب في الثامنة عشر من عمره … شاب وسيم رياضي له العديد من المعجبين والمحبين في بلدته ، يلعب كرة السلة والعاب القوى وهي الجري. وفي يوم من الايام اثناء ممارسته لرياضة الجري شعر بألم شديد في قدمه وقرر حينها الذهاب للطبيب وتلك كانت اول صدمة تلقاها تيري في حياته. حيث اخبره الطبيب انه يعاني من سرطان شديد الانتشار في جسده وانه تمكن من عظمه خاصة في قدمه اليمنى.

وتبدأ هنا رحلة جديدة في حياة تيري … هذا الشاب الذي صدم في شبابه بهذا المرض الخبيث الذي عليه ان يتعامل معه… هل اصيب تيري بالاحباط …؟ هل استسلم للمرض …؟ هذا ما سنعرفه .

دخل هنرى المستشفى وبدأ رحلة العلاج الكيميائي وذات ليلة عندما نام حلم بحلم غريب جدا قام متفاجئا للغاية في الصاح التالي. حيث رأى في الحلم انه يجري ويطوف كندا على رجليه …. انه تلك القدم المصابة بالسرطان. ولكن هذا الصباح شهد ثاني صدمة سيتلقاها تيري ، والتي كانت عبارة عن قرار الاطباء ببتر قدمه بسبب اصابتها الشديدة بالسرطان. وهنا تكون اكثر نقطة محبطة لتيري ولأي شاب .

بعد هذا الحلم هل من امكانية لمعاودة الحلم مرة اخرى …؟ كيف سيتعامل تيري مع هذا الخبر…؟

بترت قدم تيري كلها واذا به يقرر استكمال حلمه …. نعم قرر ان يستكمل حلمه ويطوف حول كندا ويجمع التبرعات لعلاج السرطان على قدم واحدة. وبالفعل ارتدى قدما صناعية وارتدى ثيابه القديمة “الشورت الذي كان يرتديه وهو يجري” وهنا نصحه اصدقائه الا يرتديه حتى لا يتعرض للاحراج او نظرات الناس من حوله.

وهنا نسمع احد اجمل واروع مقولات تيري فوكس وهي :

هكذا انا ومن يريد ان يتقبلني فليفعل ومن لا يريد لا يفعل.

وبدأ بالفعل تيري رحلته لجمع التبرعات حول كندا ، ليجري حوالي 143 يوما قطع خلالها 5.375 كيلومترا . وجمع خلال هذه الفترة حوالي 28 مليون دولار امريكي وتعرف على العديد من الناس خلال رحلته.

ولكن القدر لم يمهله كثيرا ، حيث كان على موعد آخر بصدمة اشد من سبيقاتها ، حيث شعر بألم في صدره وذهب للطبيب الذي كشف اصابته بسرطان الرئة وهنا تتوقف رحلة تيري فجأة. حيث امره الطبيب بأن رحلة الجري قد انتهت تماما….!

وهنا لأول مرة بكي تيري شديدا … لم يبكي لكونه اصيب بالمرض فهو يعلم به من قبل ، وانما لعدم قدرته على استكمال حلمه. ولكن هذا لم يصبه بالاحباط ابدا بل جعل من هذه المرحلة فرصة اكبر وافضل لنشر قصته وكفاحه وعدم استسلامه للمرض. وقرر استقبال الجميع بغرفته في المستشفى ليحكي لهم قصته ومراحل حياته القصيرة والغنية والشخصيات التي التقى بها في رحلة جريه حول كندا. لتتحول غرفته الى مركز مشعا للعديد من الحالات الاخرى.

وتكون هذه المرحلة شرارة بدء لحكاية اكبر واوسع حيث انضم اليه شابين احدهما مبتور الساق والآخر قعيد بكرسي متحرك ليستلما منه شعلة الالهام ويقررا استكمال رحلته ليبدءا ماراثون الامل الذي شهد انضمام العديد من الاشخاص اليهم فيما بعد. ليصبح تدريجيا اهم ماراثون حول العالم يخلد اسم هذا الشاب الرائع.

وفاته:

توفي تيري فوكس في 28 يونيو سنة 1981. في نفس العام الذي اقيمت فيه بداية ماراثون الأمل في كندا. لم يشهده ولكنه خلد ذكراه وحفر اسمه في بلدان العالم في اكثر من 60 دولة تقيم هذا الماراون سنويا لتساهم في ابحاث مرض السرطان.

30 عاما منذ وفاته حتى الآن وفعاليات الماراثون مازالت مستمرة حتى وصل اجمالي التبرعات التي تم جمعها حتى الآن ما يقرب من نصف مليار دولار امريكي.

انه خير مثال على تحدي القدر بكل ما اوتيت به من قوة حتى على الرغم من ادراكك بدنو ساعتك وان الموت لا يفرق بينك وبينه سوى ايام معدودة. لكن الاحباط لم يستطيع ان يتسلل لقلبه ابدا.

لعله خير مثال للصبر على البلاء وعدم الاستسلام لكثير منا.

مقالات ذات صلة