عندما اشاهد مباريات كرة السلة او تلك الرياضات الجماعية اتعجب كثيرا من كيفية تحكم قائد الفريق في اللاعبين وكيف يوجههم وطريقة تخاطبهم مع بعضهم البعض بالاشارات وتلك الحركات الخاصة بهم ، كما اتعجب من التزامهم بالخطط التي يضعونها مسبقا للتغلب على اي موقف قد يتعرضون له اثناء المباراة.
دائما تجد لديهم خطط بديلة يستطيعون التنقل خلالها في ثوان معدودة ، يضعون نصب اعينهم هدف واحد فقط … هو الفوز ثم الفوز والفوز.
كذلك الحال يجب ان يكون عند اصحاب الاعمال الذين يبذلون وقتهم وجهدهم لينموا ويطوروا من اعمالهم ، كذلك تطوير وتنمية فريق العمل معهم لصنع كيان مثالي لتحقيق النجاح والوصول للهدف المنشود.
ما هي مباديء تعاملك مع فريق عملك وما هي استراتيجيتك في تطويرهم …؟
اولا : تحداهم دائما :
في الشركات الكبرى ، الموظفين الجدد يجدون انفسهم فجاة في خضم معركة اما تحقيق الذات واثبات كفاءتهم في تنفيذ المهام المنسوبة اليهم ، او الفشل. لكن مع مرور الوقت بعض من الموظفين قد يدخل في دائرة “التعود – الخمول” بنعني انه لا يميل بعد الآن الى التطور او التقدم في زظيفته ويكتفي بما وصل اليه. ولحل هذه المعضلة ، يمكنك ان توفر لهم تحديا جديدا او مشكلة في العمل ليضطروا ان يعملوا على حلها ويفكروا وتمثل حافزا لهم في بذل مزيد من الجهد والوقت.
اذا اعطيت مهمة جديدة لشخص ما لم يتعرض لها من قبل ، بهذا أنت تخلق دائرة جديدة في العمل وتفتح له بابا آخر ليتقدم في وظيفته.
ثانيا : لم لا تجلب عالمك الرقمي من شبكات التواصل الاجتماعية لأرض الواقع :
تمثل شبكات التواصل الاجتماعي مجالا خصبا لخلق مجتمعات جديدة والتواصل مع عقول جديدة ربما تكون مفيدة. لكن ليست وحدها الشبكات الاجتماعية المطلوبة وانما عليك ايضا ان تحول هذا التواصل الى ارض الواقع ، فعلي ان تهتم بإنشاء علاقات من اشخاص ممن حولك.
يمكنك ان تحرص على عقد لقاء او لقاءين اسبوعيا مع اشخاص جدد لتعطي لنفسك مساحة كافية للقاء عقول جديدة والاحتكاك بأفكار وثقافات متنوعة.
ثالثا : حاول اثبات وجهة نظرك في نطاق محدود اولا :
ربما يكون من الافضل ان تحاول اثبات وجهة نظرك ومدى كفاءة فكرتك في نطاق محدود اولا ، حتى لا تتعرض لأضرار مادية واجتماعية اذا ما لم تنجح في تحقيق ما كنت تتوقعه. يمكنك عمل نماذج اولية ومصغرة من المنتج الذي تود التسويق له اولا وعرضه امام شريحة معينة من العملاء والاستماع الى ملاحظاتهم ، قبل ان تنتجه بكمايت ضخمة وتعاني انت في النهاية.
مثال:
مؤسسة Better Place التي تأسست عام 2007 لتدعيم السيارات الكهربائية ، قامت بإنشاء محطات كهربائية في مختلف انحاء العالم بقيمة 836 مليون دولار ، ولكن هذا لم ينجح ، واجبرت المؤسسة على اعلان افلاسها وغلقت ابوابها في العام التالي. وكان احد مؤسسيها “شاي اجاسي” أخطأ في انه قام بتنفيذ مخططه هذا كله دفعة واحدة دون دراسته اولا مما جعله يصطدم بالواقع.
رابعا : احكم على نجاحك او فشلك بالارقام :
من المهم جدا ان تحصي مدي نجاحك وفشلك في مخطط نمو شركتك. يمكنك وضع ارقام مرتبة تصف مدى تقدمك وتأخرك في تحقيق النجاح ووصلك لهدفك ، فهذا يساعد رواد الاعمال كثيرا في ادراك وفهم نقاط القوة والضعف التي تعرضوا لها خلال رحلتهم. ومن هنا يمكنهم تنمية مراكز القوى وتعلم كيفية التغلب على نقاط ضعفهم والبح عن بدائل. ولا تنسى ان تتشارك تلك المعلومات مع فريق عملك حتى تتضح لهم ايضا الصورة كاملة بكل الاخطاء التي ارتكبوها وما حققوه من نجاح وما اذا كانت هناك توجيهات ملاحظات يجب ان يضعوها في اعتبارهم خلال تنفيذهم لمهام اخرى مشابهة.