النجاح لا يتقيد “بعمر ولا زمن” وانما يبحث عن “ارادة وهدف”

النجاح لا يتقيد "بعمر ولا زمن" وانما يبحث عن "ارادة وهدف"

العمر …. هو مسألة عقلية … اذا لم تنتبه له فلن يؤثر عليك ، فهو عبارة عن رقم . مارك تواين رواد الاعمال يمكن ان يبدأوا حياتهم العملية ومشوارهم في اي عمر يريدون.

نعم … بالتأكيد هذا ممكن….!

سمعت يوما اثنين يتحاوران في احد المطاعم وكان احدهما في وسط اجتماع وتفاجأ بصديقه هذا في المطعم لذا ذهب اليه وتحدث معه قليلا ، وفي اناء حواره معه نصحه بأن يحاول ان يشغل وقته خاصة بعد أن اصبح على المعاش الآن ويبحث عن هدف ما جديد ويحاول تحقيقه …..

لكن ما استوقفني في هذا الحوار هو رد صديقه عليه … فقد اجابه بأنني كبير جدا الآن وتقدم بي العمر ولا استطيع ان اغامر من جديد وابحث عم عمل يشغلني. لا استطيع ان انكر ان اجابته صدمتني فهذا حال الكثير من المجتمعات العربية يظنون ان بإنتهاء عملهم الدائم سواء كان حكومي او انتهاء فترة عقدهم مع مؤسساتهم التي عملوا فيها لسنوات طويلة …

هذا معناه نهاية الطريق بالنسبة لهم. التدم في العمر بالنسبة لهم اصبح نهاية احلامهم او حتى التفكي ي عمل شيء مختلف عن الجلوس وانتظار الموت بروح خاوية. قطار الحياة لا يتوقف ابدا عند عمر او سن معينة وطالما هناك نفس في صدر الانسان وقلب ينبض … فهي فرصة جديدة وحلم جديد وامل في تحقيقه.

الاعلام ودوره في تغيير هذه النظرة السلبية ….

للاعلام دور فعال في تغيير تلك المفاهيم الراسخة في عقولنا عبر اجيال طويلة. فدائما نجد وسائل الاعلام تركز على الشباب وما يحوه من انجازات ومشاريع جديدة دون الانتباه الى انه هناك فئات عمرية كثيرة منتجة وفعالة بنفس قدر الشباب ويجب الاهتمام بهم ايضا وابراز انجازاتهم للجميع حتى يكونوا قدوة لآخرين.

كما ان وسائل الاعلام تركز على بعض المجالات دون غيرها مثل : التقنية والتكنولوجيا الحديثة ، غافلة عن المجالات الآخرى وكأنها غير موجودة. اثبتت عدد من الدراسات ان الولايات المتحدة الامريكية بها العديد من الشركات الفعالة والناجحة والتي لا يتخطى عدد موظفيها الخمسة وصاحبها قد يكون بعمر جد صاحب شركة تقنية شاب ….!

ابحاث وارقام …

وتبعا لمركز ابحاث كوفمان … فإن العديد ممن يتراوح اعمارهم بين 35 – 44 يعتبرون من اكر الفئات العمرية انتاجا بين رواد الاعمال فيما بين عامي 2008 – 2009. كما ان من يتراوح اعمارهم بين 55 – 64 يحلون في المركز الثاني. وارجعت الدراسة السبب وراء هذه النتائج الى ان هؤلاء الاشخاص يرغبون في انشاء عمل خاص بهم حتى بعد سن التقاعد يعينهم على الممعيشة ويحققون فيه بعض احلامهم التي طالما رغبوا في تنفيذها.

والمثير اكثر للاهتمام ان الابحاث اظهرت ان كبارس السن من رواد الاعمال اكثر نجاحا حينما بدأوا في اعمالهم. فهم يملكون الخبرة اللازمة لإعطاء نتائج افضل. فخلال سنوات العمل التي قضوها اكتسبوا ما يؤهلهم من مهارات وخبرات تعينهم على فهم ادق تفاصيل السوق بصورة اسرع واكثر نجاحا. مما يعطيهم ميزة عن من هم اصغر سنا.

 

خلاصة ….

ستيف جوبز ، مارك تواين والفريد هتشكوك…. هذه الاسماء من اكثر ملهمي وابرع رواد الاعمال في العالم ومجرد لفظ اسمائهم فخر لكل من تابع سيرتهم الذاتية وكيف حقوا هذا النجاح الباهر وهو في سن ليست بالصغيرة وانما ارادوا ذلك … ارادوا النجاح ولم يستوقفهم عمر ولا زمن.

تحدى العمر ولا تتقيد بزمن فالنجاح لا يسالك عن عمرك … وانما يبحث عن ما يؤهلك لكي تكون ناجحا

مقالات ذات صلة