5 دروس تعلمتها من رياضة الملاكمة لتحقيق النجاح

الصراع والارادة في الفوز وتحقيق النجاح

لكل منا في طفولته احلام ينسجها وطموحات يحلم أن يحققها، ومكانة خاصة يرغب في ان يصل لها. ولكن قليل من يستطيعون تحقيق هذه الاحلام.

أنا على سبيل المثال … كانت لي عدد من الاحلام والطموحات وكثيرا ما قاومت ظروف الحياة حتى استطيع تحقيق ولو جزء بسيط منها . احد هذه الاحلام التي تخيلت نفسي فيها كيرا هو ان اصبح رسامة مشهورة هذا لحبي الشديد للرسم …. واتخذت منه هواية اساسية الجأ اليه في كل وقت في الفرح والحزن … في التفكير والفراغ … وسيلة للتسلية او وسيلة للنسيان والابتعاد عن مشاغل الحياة. ولكن لي صديق كان يحلم بأن يكون ملاكم عالمي ، وتدرب في صغره وكان يشاهد الافلام ويحاول تقليدها . ولكنه انشغل في حياته الدراسية والعملية فيما بعد . وعاد مؤخرا ليتدرب لفترات متقطعة لمعاودة الملاكمة مرة أخرى. ومن خلال جلساتي معه ومعرفة سر حبه الشديد وولعه لهذا النوع من الرياضة ولماذا لم يغيره او يبحث له عن شيء آخر اكثر تسلية او امتاعا …

وووجدته يسرد لي عدد من النقاط الهامة التي يجدها في الملاكمة اكثر من اي نوع آخر من الرياضة …. اذكر منها …..

1- تحفيزك على الاستمرار في التقدم :

هذا ما وجدت صديقي يقوله لي … ان الملاكمة والصراع بين المتنافسين يجعلك دائما تثابر على المضي قدما وحث جميع عضلات جسدك على التماسك أمام سيل الضربات التي يواجهها. فساحة الملاكمة تتحول لصراع دائر بين ارداة المتنافسين … ايهما قادر على الاستمرار والتماسك … ايهما يملك القوة والارادة والموهبة. فالتشابه هنا واضح جدا بين صراع الملاكمة وصراع الحياة. فالتقدم في الحياة اليومية وتحقيق الذات يحتاج للمابرة والاردة الحرة والقوة الكافية لتحدي كافة الصعاب التي تواجهها لتحقيق حلمك. عليك بالاستمرار في المحاولة مرارا وتكرارا حتى تصل لهدفك وتحقق ما تريد ….

توماس اديسون … مخترع المصباح الكهربائي لم يحقق هدفه الا بعد فشل دام 9999 مرة …. فماذا تعتقد معي اذا ما سأم من تكرار التجربة بعد التجربة 9999 ؟

 

2- الالم … ما هو الا احساس مؤقت لكن مجد النهصر أبدي :

الملاكمة من الرياضات العنيفة نوعا ما وكثيرا ما تخلف وراءها اصابات وجروح ولكن هذا ليس سببا لعدم ممارستها. فصديي يخبرني انه في كل تمرين وكل مباراة يدخلها يخرج منها بعدد ليس بالقليل من الاصابات والجروح العميقة والطفيفة ايضا .. ولكنه لم يفكر يوما في تركها او اهمال تمريناتها. وكان هذا شيء محير بالنسبة ليا ايضا … فما هو الداعي لتحمل كل هذه الاصابات والجروح ومعاودة التجربة طالما انا على دراية بنتيجتها وما تخلفه من اصابات وجروح ودماء…. ؟ وكانت اجابته لي بسيطة وعميقة جدا الى ابعد حد …! فقد اجابني بكلميتن ليس اكثر ….. الملاكمة مثل الحياة اذا لما تتحمل الالم اللحظي فلن تحقق النصر ابدا …. وهذا بالضبط ما جعلني اجلس لحظات مع نفسي لأبحث تلك الكلمات القليلة ….. فالحياة فعلا مليئة بالأحزان والجروح والاصاصبات … فهل هذا معناه اننا نتوقف عندها ولا نتغلب عليها ونكمل مشوارنا …؟ هل علينا ان نحول الشعور بالالم الى دائرة مغلقة وندخل فيها الى الابد …؟ ان الاحاسيس من فرح وحزن والم وسعادة وغيرها … ما هي الا احاسيس مؤقتة وليست دائمة … لهذا عليك بالتغلب عليها بسرعة ولا تجعلها تسيطر عليك طويلا وتمنعك من المضى قدما لتحقيق هدفك والوصول للنصر المرتقب.

وعليك ان تعلم جيدا …. انك لن تحصل ابدا على ما تريده في الحياة طالما استسلمت.

  3- لا تتعجل في تسديد ضربتك القاضية…:

في الملاكمة عليك بالصبر والتمهل والترقب الشديد لضربات خصمك وطريقة تحركه في الحلبة ، وتحين اللحظة المناسبة لتسديد ضربتك القاضية حتى تحقق نصرك المنشود . وهذا بالضبطط ما عليك بتطبيقه في الحياة …. عليك بالتمهل والترقب لكل المعطيات حولك وما تملكه من قدرات ومواهب تستطيع من خلالها تطويعها حتى تحقق حلمك الذي تنشده وتصل لهدفك.

 الرئيس الامريكي تيدي روزفلت كان يدخل حلبة الملاكمة اسبوعيا ليتصارع ويتنافس.

4- معني الفوز الحقيقي في المباراة …:

الفوز الحقيقي في اي مباراة ملاكمة يكمن في التدريبات الشاقة وتمارين اللياقة التي تدفعك في النهاية للفوز في الحلبة الاضواء وسط الجماهير. فالنجاح يجب ان يبنى على استراتيجية وسياسة تتألف من جهد وعمل شاق ومابرة وتضحية. ولكن من يرون فوزك في النهاية لا يدرون كم المعاناة والتعب وذلك الطريق الطويل الذي تخطيته بكل صعابه لتحقيق ذلك الفوز.

الحياة بالضبط مثل تلك المباراة … عليك بالصبر وتحمل الجهد طوال الطريق ، فليس تحقيق النجاح بالمشوار السهل او كما يتخيله البعض مليء بالمجد والشهرة السريعة.

اذا اردت النجاح عليك بتجنب الاحساس بالحنين الي بعض وسائل الترفيه والاستمتاع ، فمثلا اذا وجدت اصدقائك يمرحون لا تحزن لأن عليك العمل والجد ي مشوارك لتحيق ذاتك … لأنه وقت وصولك للنهاية وتحقيق هذدفك احساس النجاح ونشوته ستطغى على اي احساس آخر.

لتكن احد الرواد ليس بالهدف السهل وانما هو الاصعب … لذا تجد ان الرواد هم قلة في العالم … ولكن تظل الفرصة امامك لتكن واحدا منهم.

 

5- لم يفت الاوان بعد …:

لا تقل ابدا انه فات الاوان لتحقيق هدفك او المحاولة . فصديقي هذا عاد مرة اخرى لممارسة الملاكمة في سن الأربعين …! ومع ذلك فهو قادر على ممارسة التمارين بإستمرار ويتنافس في مباريات مع ملاكمين اصغر بكثير منه في السن ومرات يفوز ومرات اخرى يخسر المباراة . وكل هذا ليس معناه انه لن يعاود الكرة مرة اخرى ويستمر في طريقه حتى يحقق حلم الفوز في المباراة القادمة.

فاذا ما تولدت لديك الارادة والرغبة في العمل اكثر من اي فرد آخر للوصول لهدفك وتحقيقه فهذا معناه انه لم يفت الاوان بعد لتحقيق ذلك.

استند الى خبراتك المختلفة في جميع جوانب الحياة واجعلها ذخيرة لك في طريقك لتحقيق هدفك. وتأكد انه لا يفت الاوان ابدا على الاصرار والتحدي والرغبة في النجاح.    

مقالات ذات صلة