رواد الاعمال يجب ان يتعايشوا مع كل ما يحيط بهم ولا ينعزلوا عنه ، وعليهم ان يفهموا جيدا ان نجاحهم يتوقف على تفاعلهم مع ما يحيط بهم سواء كان جيد ام سيء. وهذا التفاعل يختلف بناء على حدسنا وعواطفنا ونقاط ضعفنا.
ولكل رائد اعمال ناجح عليه ان يعلم ان لإدارة عمله بصورة جيدة يجب ان ينتبه لنقاط اربع ، وهي :
1- التنوع …. قد يفتح امامك مزيد من الخبرات :
الانظمة البيولوجية كالغابات المطيرة تزدهر بمظاهر التنوع. فهي نية بانواع مختلفة من النباتات والحيوانات التي تثبت وبقوة قوة ومتانة واستمرارية هذا النظام الحي. تماما هذا ما يحدث مع الانسان.
فتبعا للدراسات الحديثة والتي تناولت مجموعات متنوعة من الاشخاص ، تبين ان افضل اداء لهؤلاء الاشخاص يكون نتيجة تواجدهم ضمن مجموعة. ولأن الجنس البشرى يعتبر اكثر فصيل عامل على وجه الارض فإن تواجدهم في صور جماعية يؤثر ايجابيا على قراراتهم المتخذة ويساعد على النمو والتطور. فالجماعات تعطي نفوذا اقوي في احتواء المواهب وحل المشكلات التي تواجههم بشكل مناسب وصحيح.
2- ابني مجتمع مناسب :
الجنس البشري مخلوقات قبلية. فنحن بطبيعتنا نحن التواجد في مجموعات ، حتى ولو على سبيل اللهو والمرح. فمثلا في مؤسستك يمكنك ان تتعامل مع العاملين معك على عدة اوجه متنوعة ، ممكن ان يكونوا مجرد موظفين او عملاء او مساهمين لك. وهذه ما تسمى بمجتمعك العملي. فهم من تستطيع ان تتشارك معهم افكارك وتعرض امامهم منتجاتك وتأخذ ارائهم وتدرس اقتراحاتهم. واعلم ان عليك ان تعزز من هذه الصلة واحساس الولاء لديهم لأن قوة مجتمعك العملي يشبه نقاء وقيمة الذهب الخالص.
3- الثقة …. خطوة مهمة في طريق النمو :
البشر جنس قلق بطبيعته وحذر فيما يخص البقاء. ولهذا يفكرون كثيرا في تجنب الاحساس بالألم ويبحثون دوما عن المتعة. الخوف من العقاب يكون اكثر قوة من احتمالية تلقي مكافأة ولو بسيطة. ولتجنب تلك العقبات وللتغلب على تحكمها في طبيعتنا يمكنك ان تعزز من ثقتك بذاتك وتعزز ثقة من حولك بك. الثقة هنا تتلخص في كيفية تغلبنا على المصاعب التي تواجهنا ، كيف نفكر ونتناول معطيات الموقف ونتعامل معها بشكل هاديء ، لنتغلب عليها في النهاية ونتخطاها.
4- العواطف لها نصيب كبير من تلك المعادلة :
على الرغم من اعتقاد بعض رواد الاعمال انهم عقلانيين اكثر من كونهم عاطفيين ، الا ان الابحاث العلمية اثبتت ان الجنس البشري بطبيعته مخلوقات عاطفية ، ولأحاسيسهم السيطرة الاكبر على قرارتهم واتجاهاتهم في الحياة. فنحن نشعر قبل ان نفكر. ولهذا على كل رائد عمل ان يحترم مشاعره هذه في عمله. حيث يمكنه تسخيرها لتخدم مصالحه وتكون واجهة حسنة له لدى من يتعامل معهم من عملاء وشركاء وموظفين.
احرص على ان تبني روابط اجتماعية تمتد لأبعد من مجال العمل. حتى وان جعلتها علاقات شخصية ، استمتع واشعر بالمرح والاسترخاء في عملك ومع من يعملون معك.
الاحظ كثيرا ان العديد من رواد الاعمال يسيرون على نهج ثابت في حياتهم سواء العملية او الخاصة ، “روتين” يحيون حياة عادية ، لا يتخللها جديد او اي شيء مبدع. وهذا في حد ذاته يبعث على الملل…!
لهذا يجب ان تعلم عزيزي رائد الاعمال الشاب انه يجب عليك ان تستمتع انت ومن حولك بهذه الرحلة. لا تفكر كثيرا في الربح المادي من وراء هذا العمل ، فربما جنيت علاقات في بداية مشروعك اكثر بكثير من غيرك ولكن ماديا لم تحقق ما يرضيك … وهنا لا تمتعض ولا تشعر بالفشل … فهذا نجاح كبير بالنسبة لك. فمن حولك وكل تلك العلاقات عبارة عن خبرات متنوعة ، ثقافات متعددة ، وابواب جديدة تفتح لك فرص لم تكن تحلم بها من قبل.
المعرفة والاحترام …. حجرين اساسين في هرم نجاحك ، وهما من سيقودك خلال رحلتك في انشاء تلك القاعدة الاجتماعية وترسيخ الروابط التي ستبنيها مع من حولك … وهما ايضا سيكونا حائط الصد الذي يمنع عنك انقلاب منافسيك ومن يتمنون لك الفشل.