إدارة الشركة ليست بالمهمة السهلة كما يتصورها البعض منا. ولكنها مهارات تستطيع من خلالها ان تحقق اهدافك الاساسية في ادارة الشركة ونجاحها. ولعل الكثير من المقالات والدراسات اكدت على مهارات التواصل وشرحتها شرحا وافيا واوضحت مدى اهميتها في تعزيز العلاقة بن المدير او صاحب العمل وبين من يعمل معه من موظيفين ومع كل من تعامل معهم من عملاء وزبائن وأشخاص عابرون.
ومهارات التواصل كما تناولناها من قبل لا تتوقف فقط على كيفية الحوار ودقة الكلمات والمصطلحات التي تتناولها اثناء حديثك مع الآخرين ، وما هي اهم النقاط التي يجب ان تعتني بها جيدا في اسلوب حديثك معهم….. وانما هناك ايضا مهارة مهمة جدا بل تكاد تكون اهم مهارة في مهارات التواصل الفعال وهي … مهارة الاستماع.
نعم الاستماع مهارة …. كيف تستمع للآخر … كيف تنصت … متى تنصت …. اذا تعلمت كل هذه النقاط الاساسية ستتعلم كيف تتحدث ومتى يجب ان تتحدث … وما عليك ان تتحدث فيه.
مهارة الاستماع والموظف …:
ومهارة الاستماع لا تتوقف فقط على المدير الناجح او صاحب العمل او رواد الاعمال … بل ايضا تتناول الموظف . فالموظف يحتاج اليها في اول ايامه بالعمل ليتعرف من خلال استماعه لحوارات الآخرين على مفاتيح شخصية كل فرد منهم وكيف يستطيع التعامل مع كل منهم فيما بعد.
كما انه يستطيع ان يدرك ماهية المهام الموكلة لكل منهم ومن يعمل معه في نفس المكتب بنفس التخصص ومن هم اعلى منه. مما يزيد من خبراته ويفتح مداركه على امور اكبر واعمق ربما تفيده فيما بعد في تدرجه الوظيفي داخل المؤسسة.
لنتعرف اكثر على مهارة الاستماع وماهيتها الفعلية علينا ان ننتبه جيدا للتالي :
ما هو الفرق بين حاسة السمع … و الاستماع …؟
السمع … هو حاسة انعم الله عز وجل علينا بها لنعي بما يحيط بنا من اصوات مختلفة نصف الاشياء تبعا لها بالاضافة الى باقي النعم والحواس التي نملكها.
اما الاستماع …. فهي تعنى الادراك الفعلي لما تستمتع اليه من اصوات ، وما يترجمه عقلك لها ويحوله الى بيانات ومعلومات تخزن فيه لتتحول الي مخزونك الحقيقي من خبرات مختلفة تلجأ اليها كلما احتجت لها.
عادة في اجتماعات الشركات ، تجد ان اغلبية المجتمعين غير منصتين لما يستمعون له ، مجرد انهم جالسين في القاعة ويستمعون للمتحد دون وعي لما يقوله من افكار هامة ونقاط محورية في صميم عملهم. وهذا يرجع في الاساس الى افتقارهم لمهارة الاستماع وعدم تمكنهم من التواصل مع المتحدث او فهم ما يقوله.
ومهارة الاستماع ليست بالصعبة وانما هي تعود وممارسة …
لكي تكتسب تلك المهارة عليك باتباع مجموعة بسيطة من النصائح الهامة مثل :
الانتباه لكل ما يدور حولك من احاديث وخاصة اذا ما توجه بالحديث اليك ، هنا عليك ان تحافظ على الرابط البصري بينك وبين المتحدث من خلال النظر في عينيه والاتصال المباشر بينكما بالعين.
حاول ان تحافظ على تركيزك والا تشتت انتباهك في اي امر آخر. وابتعد عن المؤثرات الخارجية ولا تعر لها اهتماما وابتعد عن الاحاديث الجانبية التي تحاك حولك.
مهما كان الحديث الذي تستمع اليه لا تنتقده ولا تستخف به ربما اذا انصت اليه بعناية واستوعبت ما جاء يه تجد انه يحتوي على نقطة او اكثر من الافكار الهامة والمفيدة لك ولعملك.
في بداة اي اجتماع عليك ان تزيد من قوة عقلك التحفيزية من خلال التفكير في افكار ايجابية مثل انك ستستفيد كثيرا من هذا الشخص ، عليك الانتباه لما سيدور في الاجتماع لأنك بالتأكيد ستكتسب خبرات اكثر….. الخ.
اعلم جيدا ان المتحدث اليك سيعرف اذا ما كنت تستمع اليه بعناية من عدمه من خلال تجاوبك معه بلغة الجسد كما يعرفها الأخصائيون والايماءات التي تحدثها اثناء جلوسك في الاجتماع.
عليك ان تفتح قناة للحوار والنقاش بينك وبين المتحدث لتتناول خلالها ما جاء في الحديث واطرح الاسئلة والاستفسارات لكن احذر ان تفعل ذلك وتقاطعه اناء حواره انتظر حتى ينهي النقطة التي يتناولها من ثم اطرح سؤالك عليه.
خاتمة ….
ماذا تكسب من امتلاكك لمهارة الاستماع ….. ؟
- اذا كنت مستمعا جيدا فأنت بالتأكيد تتعامل بحرفية تامة مع الزبائن والعملاء وتجيب طلباتهم وتلبيها وتنال رضاهم على طول الخط.
- اذا كنت مستمعا جيدا فأنت بالتأكيد تحظى بحب واحترام العاملين معك من موظفين ومدراء وتنعم بمكانة خاصة في نفوسهم.
- اذا كنت مستمعا جيدا كمدير فأنت بالتأكيد تدرك نقاط القوة والضعف في فريق عملك وتجيد التعامل معها وتحقق دوما النجاح في المهام الموكلة اليك.
- واخيرا اذا كنت مستمعا جيدا فأنت تفتح الباب امام مديرك ورئيسك بالعمل في ان يضعك على قائمة الموهوبين لديه ومن لديهم الاولوية في الارتقاء في المناصب بالشركة.