من بين العديد من المقالات التي قرأتها حول تحفيز الذات والتغلب على المخاوف ، وجدت ان اكثر من كتب في هذا المجال كما لم يكتب احد آخر وبأسلوب مختلف تماما. هو “ستيفن بريسفيلد – Steven Pressfield” . حيث رصد بريسفيلد في كتابيه ” The War of Art, Turning Pro” فكرة غريبة وجريئة ، شبه فيها العمل كالحرب وانت على مشارف هذه الحرب ضد عدو اسمه المقاومة والصمود اما مغرياتها وطرقها الخادعة ومكرها الشديد.
ولكن اولا دعونا نعرف ماذا قصد بريسفيلد بالمقاومة هنا ….:
ما المقصود بالمقاومة هنا :
المقاومة هنا تكون في مواجهة اي شيء يشتت انتباهك عن العمل أو يأخذك بعيدا عنه. فمن الممكن ان يكون السبب داخلي مثل بعض الاحاسيس او العواطف التي يمر بها الانسان كالقلق والتوتر والكسل. ومن الممكن ان يكون التأثير خارجي من خلال علاقاتك الاجتماعية.
ولكن لهذه المقاومة عدد من الخصائص لخصها لنا كالتالي :
المقاومة مستمرة:
فمهما مقاومتها في كل معركة وتغلبت عليها وحتى ان قضيت عليها فتعود مرة اخرى في اليوم التالي. فالمعركة ضد المقاومة يومية لمن يحاولن اقصى جهودهم لينجحوا ويصلوا لأهدافهم.
تتصور وكأن العالم كله يتآمر عليك ويحاول ان يلهيك عما تريد تحقيقه ، فمثلا لو كنت بدأت حمية غذائية تشعر وكأن اي مكان تذهب اليه يعرض كل اصناف الحلوى واشهى الاطعمة وكأنهم اتفقوا أن يزيدوا من عذابك …. !
يمكن ان تكون هذه المقاومة عبارة عن خوفك الداخلي من الفشل الذي يمنعك من اتخذا اي خطوة جريئة تساعدك في تحقيق هدفك . فهذا القلق والتوتر الداخلي يمنع بصيرتك من التطلع لمكانة أعلى ، هذا الصوت الذي تسمعه يدوي داخل رأسك حتى تستمر كما انت ولا تتخذ اي خطوة متهورة او غير معلومة النتيجة فهذا بالنسبة لك أأمن…!
وكما صرح بريسفيلد في كتابه ان السلاح الفعال الذي يمكنك التغلب به هو ان تظل حيا تتنفس بكل شغف وطموح ان تنجح وتصل لما تحلم به.
وفي اروع تعريف قدمه بريسفيلد لكلمة “الطموح” قال فيها :
لقد ايقنت ان الطموح هو اعلى واسمى واقدس العناصر الاساسية لجنسنا البشري. فكونك تطمح وتتصرف بناء على هذه الوة المنبعثة منه فأنت تسمو بروحك فوق اي احاسيس سلبية اخرى. وليس الانسياق وراء طموحك معناه ان تخلف وراء ظهرك كل ما خلق من متع او حياة وانما يمكنك الاستمتاع بكل هذا فهذا سر الوجود.
فليس الطموح مقتصرا فقط على ما تريده في الحياة ، انه هو الحياة نفسها. لتتغلب على هذه المقاومة عليك ان تحيا مع ما تحبه روحك وتشتاق الي تحقيقه وتعتقد في قرارة نفسك انه ما يجب ان تدور حوله الحياة.
مكر المقاومة:
المقاومة ستحاول ان تبرر لك كسلك وتقنعك به. فهي ذلك الصوت الذي تسمعه بداخلك والذي يؤجل عمل اليوم للغد كلما اقدمت على تنفيذ شيئا ما مهما. فالمقاومة سوف تخدعك وتأتيك بصور مختلفة حتى تشتت انتباهك وتلهيك عن عملك. فحتى ان تجاهلتها سوف تقهرك وتتركك مكسور ، ضعيف وبعيدا تماما عما تريد تحقيقه. ولكن يمكنك بالتأكيد التغلب عليها اذا ما أدركت وجودها واستمريت على تحطيم قواها وادواتها كلما سنحت الفرصة امامك ، واعلم جيدا انها موجود في كل شيء وأي شيء حولك وستواجهها يوميا بصور مختلفة ومتعددة لذا انتبه جيدا وركز في هدفك
الخوف هو سلاحها الاول :
كما ذكر بريسفيلد ان المقاومة مستمرة ولا تتوقف ابدا ولها العديد من الوجوه يمكنها ان تتلون على كل الاشكال حتى يمكنها ايضا أن تأتيك من افكارك السعيدة ، هؤلاء الاشخاص الذين تحبهم ، حتى رغباتك الشخصية …. كل هذه اوجه يمكن ان تهاجمك من خلالها . ولكن تذكر دائما ان الخوف هو سلاحها الاساسي وراعيها والارض الصلبة التي تنمو منها.
الخوف طبيعة بشرية لا يمكن تجاهلها ولا تجنبها وهو بدوره يقودنا للجانب الآمن كما يراه عقلنا. ولكن في بعض الاوقات علينا ان نواجهه ونسير ضده حتى نحقق ما نريد. حتى وان اخافنا ففي كثير من الحالات …
تلك الاشياء التي نهابها كثيرا تكون اكثر الاشياء التي نريدها بشدة.
يمكن ان نخاف من الثعابين ، العناكب او العقارب ، وتمثل لنا رعبا محدقا ، ولكن اذا تمهلت للحظة تدرك ان خوفنا ليس من هذه الكائنات وانما خوفنا على حياتنا اذا ما انتهت بعد لدغة ثعبان او عقرب ما دون ان نحقق فيها ما نريده … هذا هو خوفنا الاعظم الحقيقي.
خلاصات :
- حينما تأخذ اولى خطواتك في تحقيق هدفك والتغلب على هذا الخوف ، ستتفنن المقاومة في زرع كافة المغريات في طريقك ، علاقة عابرة ، موت احد المقربين اليك ، شيء ممتع كنت تناسيته من فترة طويلة ، طريق أسهل آخر متاح امامك.
- ستهاجمك هذه المقاومة في اللحظة التي ستشرع فيها لرحلتك الكبيرة. او في تلك اللحظة التي تدرك فيها معلومة مؤكدة ومفيدة لك.
- تعرف على عدوك لو اردت ان تعيش حياة وية ومثيرة ، او يمكنك تجاهله اذا اردت ان تحيا حياة صغيرة وعادية.
- حارب الظروف كل يوم وكأنها اداة تنبيه لتوقظك من نوم عميق ، اهزمها بخطواتك المتتالية في طريق تحقيقك للهدف.
- واجه مخاوفك وسيطر على هذا الصوت الداخلي الذي يريدك ان تبتعد عن كل ما هو جديد وجريء لتظل في مأمن وهم الحاضر الذي تعيشه.
خاتمة :
لو قررت بالفعل اتباع هذه الخطوات ودخول هذه المعركة الحاسمة فأنت بالفعل … واحد من قليلين.