هل يمكن لإعلان تجاري ان يطيح بتاريخ علامة تجارية ؟

تعتبر الخطط الاعلانية واستخدام السوشيال ميديا من اهم استراتيجيات الشركات سواء الكبيرة او الناشئة. فالشركات الكبرى تعتمد ميزانيات ضخمة لتحافظ على مكانتها التي حققتها وحتى تزيد من ثقة العميل في اسم علامتها التجارية في الاسواق المحلية والعالمية.

والشركات الناشئة تحاول جاهدة ان تسلط ولو ضوءا بسيطا على علامتها التجارية لتضع قدما على اول درجات سلم الصعود والنجاح وسط العملاقة الآخرين.

لكن هنا نأتي لنقطة هامة ….

هل للاعلان التجاري كل هذا الأثر في خلق انطباع لدى العميل من مجرد احداث او قصة بسيطة تدور حول العلامة التجارية …؟

هذا بكل تأكيد ودون اي ذرة شك. فيمكن لاعلان بسيط ان يطيح بتاريخ علامة تجارية ويزعزع ثقة عملائها فيما تقدمه

مثال بسيط :

يمكن ان نستعرض سويا ما حدث مع شركة “سامسونج” عملاق التكنولوجيا الحديثة ، والتي تعثرت في احد اعلاناتها حول ساعتها الذكية Samsung GALAXY Gear  حيث تناول الاعلان قصة مبتذلة لشاب يحاول جذب انتباه فتاة لمجرد انه يرتدي الساعة الذكية التي أخذ يستعرض في خدماتها وما يستطيع فعله بها.

فقد سجل هذا الاعلان لدى المستخدمين اسوأ تجربة يمكن ان يشاهدوها.

على النقيض ….

يمكن ان نشاهد شركة اخرى مثل nike اسم له تاريخ في عالم الرياضة واكسسواراتها ولها اشهر الاسماء ممن يروجون لمنتجاتها حول العالم ، وهذا العام استطاعت ان تخرج لعملائها بإعلان رائع جمعت فيه ابرز اسماء لاعبي كرة القدم وعارضيها في قصة جميلة وواقعية تجذب عين المشاهد وتركيزه لأخر لحظة.

كريستيانو رونالدو ، نيمار ، دافيد لويز، واين روني، زلاتان ابراهيموفيتش ، جيرارد بيكيه ، تيم هوارد، وعارضة الازياء وصديقة النجم البرتغالي رونالدو “ايرينا شايك”. كل هذه الاسماء هم نجوم اعلان “nike ” الجديد الذي جاء على هيئة مجموعة من الاطفال الذين يتخيلون انفسهم يلعبون في مباراة حقيقة امام  نجوم كرة القدم التي سبق وذكرنا اسمائهم.

الجدير بالذكر ان الاعلان لا يتعدى الاربع دقائق لكنه يقدم تجربة شيقة لعشاق كرة القدم وشغف تسديد الاهداف واللعب بجوار الكبار ، كما ان الاعلان يأتي ضمن سلسلة تنتجها الشركة على هامش تحضيرات كأس العالم تحت اسم “Winner stays – الفائز يبقى”. الاعلان استطاع ان يجمع اكثر من 700000 مشاهدة في يوم واحد.

خاتمة :

ما اقصده من طرح هذين المثاليين ان الاعلان التجاري يجب ان يعكس فكرة المنتج وليس لمجرد ترويجه وتحقيق مبيعات وارباح. وعلينا ان ندرك ان الاعلانات التجارية  قائمة على دراسات وابحاث؛ تعتمد في الاساس على دراسة شريحة العملاء المستهدفة وما تريد ان يشعروا به فور مشاهدتهم للاعلان . يجب ان يحرك الاعلان الرغبة في داخلهم لشراء هذا المنتج او طلب هذه الخدمة ليس لمجرد تحريك غرائز او مشاهدة قصة طريقة لدقائق معدودة او يمكن ان تتجاهل الاعلان اذا لم يروق لك من الاساس ….!

فالاعلان التجاري هو المرحلة الثانية من ترسيخ علامتك التجارية غيبا في ذهن عملاءك وخلق شريحة جديدة من العملاء الراغبين في تجربة مختلفة ومميزة.

 

مقالات ذات صلة