مهارة حل المشاكل …. كيف تتعامل مع مشاكلك وتستطيع ان تستخلص لها الحل الامثل.
انها ملخص لحياة سيدة … نعم انها سيدة … ديبي فيلدز. سيدة امريكية بسيطة جدا وشخصية للغاية.
ولدت عام 1956 أوكلاند، كاليفورنيا،الولايات المتحدة. اب يعمل عامل لحام ووالدتها ربة منزل بسيطة جدا. لذا كان المورد الاساسي للعائلة هو الوالد. وكان منزل ديبي يشتهر بالكرم والدفء. وكانت تقام به الاجتماعات العائلية الدافئة وزيارات من اصدقائهم وجيرانهم، واحست والدتها بحب ديبي للمطبخ وخاصة صنع الحلويات ، لذا اسندت لها صناعة اصناف الحلويات من الكعك والبسكويت وغيرها.
كان والد ديبي دوما يجمع اطفاله الستة ويقول لهم :
يا اولاد ان احد اسرار سعادتي في الحياة هو البحث عن اكثر الاشياء التي احبها ومحاربة كل الصعوبات التي تواجهني حتى اظل سعيدا.
وهذه المقولة كانت بمثابة شرارة البدء لديبي، التي شعرت ان احساس السعادة الذي تراه على وجوه اقاربها واصدقائها ممن يتناولن الحلوى التي تصنعها وقررت ان تستمر في هذا الطريق. وهي مازالت طفلة في سن 12 عاما … تريد ان تتحمل مسئولية نفسها وتحقيق حلمها.
لذا قررت ان تفتتح شيئا خاصا لها في صناعة الحلوى وبيعها للجيران ولكنها واجهت اول تحدي امامها وهو : التمويل
ممن يمكنها ان تؤتي بالمال … من والدها الذي لا يملك الكثير .. ام تقترض من احد من اقاربها …؟
لكن ديبي قررت العمل ، لذا بحثت حولها ووجدت ان هناك استادا في البلدة لذا ذهبت اليه وطلبت ان تعمل لديهم في تجميع الكرات وبالفعل نجحت. مقابل خمسة دولارات بدأت ديبي رحلة كفاح في سن صغيرة جدا ، تستيقظ صباحا لتذهب للملعب طوال ايام الاسبوع وتدخر المال وفي يوم العطلة تصنع الحلوى وتوم ببيعها للجيران وأصدقائها ومعارفها. وبالفعل اخذت ديبي في العمل على هذا المنوال طوال عامين. حتى تمنكت في سن الخامسة عشر من شراء سيارة “فولكس بيتلز – الخنفساء” حتى تصنع منها كشكا او مكانا تستطيع من خلاله بيع حلواها.
وبدأت رحلة جديدة من حياتها.. حيث أخذت سيارتها وذهبت تعرضها امام المعارض والملاعب الرياضية والمحال واخذت تبيع حلواها المنزلية. استمرت على هذه الحال بسيارتها المتنقلة من سن السادسة عشر وحتى سن التاسعة عشر.
وفي سن التاسعة عشر تعرفت ديبي على شاب يدرس في جامعة ستانفورد وتزوجت ديبي في سن مبكرة. وتواجه ديبي ثاني مشكلة في حياتها وهي الزواج وانجاب الاطفال وتحمل مسئولية منزل وعائلة.
ولكن كيف تعاملت ديبي مع هذه المشكلة …. ؟!
بعد انجاب خمسة اطفال لم تجد ديبي فرصة للعمل في اطار هذه الظروف لذا قررت ان تتخلى عن حلمها من اجل عائلتها. وبعد مرور سنوات قليلة قررت ديبي افتتاح محل صغير لبيع حلواها واعادة احياء حلمها من جديد. ولكن تواجه ديبي ثالث مشكلة في حياتها وهي : رفض كل من حولها للفكرة.
ذهبت ديبي لزوجها وقالت له عن فكرتها ولكنه صدمها برده لها حين قال لها : انها فكرة غبية…!
وحينما ذهبت لوالداها قالا لها : انتي لم تكملي تعليمك بعد … وكيف تكوني مسئولة عن متجر خاص بك وانتي لا تملكين اي خبرة في هذا المجال …؟
ولكن هل تظن معي انها استسلمت لهذا الاحباط … هلى استسلمت لعدم دعم اقرب الناس اليها … عدم وجود تمويل …؟
وهنا اضاءت في عقلها فكرة بديلة رائعة وهي … صنع الحلويات في المنزل والذهاب الى البنوك والجمعيات الخيرية التي تساعد المشاريع الصغيرة، أسابيع واسابيع ولم تستطع ان تنال دعم اي من هذه الجهات رغم ابدائهم الاعجاب الشديد بحلوياتها المتميزة.
الا ان جاء يوم ونادى عليها احد موظفي بنك وقال لها ان مدير البنك سوف يساعدك وبالفعل اخذت المال ، كان مبلغ صغير ساعدها على افتتاح محل “كشك” صغير عام 1977.
ولكن زوجها لم يرى ان لهذه المحل اي مستقبل وانها لن تحقق اي ربح مادي. وذهبت ديبي فيلدز لمحلها اليوم الاول من الثامنة صباحا وحتى الواحدة ظهرا ولم تبع شيئا واحدا. بدأت تعيد التفكير في الموقف وتحاول ان تبحث عن حل لهذه المشكلة ومن بين الحلول التي جالت على خاطرها هي :
- اما اغلاق المحل والذهاب لمنزلها خالية الوفاض.
- عرض منتجاتها مجانا وهذا الحل بالتأكيد سيؤثر على ميزانيتها
- اما الحل الثالث فكان ابتكار طريقة للاعلان عن محلها وعن جودة حلوياتها التي تصنعها.
وبالفعل كان الحل الثالث هو المناسب في هذه اللحظة لذا قررت ان تأخذ عينات من الحلوى التي صنعتها وتذهب بها للحافلات وتستأذن السائق لتصعد اليها وتوزعها على الركاب ومن يعجب بها تدله على محلها. وهنا بدأ محلها يشهد توافد الزبائن.
سجل اول يوم لها ربح 75 دولار.
وعادت الى المنزل فرحة بالربح الذي حققته وبدأت شهرة المحل الخاص بها ليتحول الى محل آخر اكبر ثم الى سلسلة محال في مختلف انحاء امريكا 160 فرع في عام 1984
7 سنوات استطاعت ديبي فيلدز ان تحقق حلمها وتشتهر وتصنع حلواها وترسم البسمة والسعادة على كل من يتناولها.
1993 قررت اخيرا ديبي فيلدز بيع شركتها وسلسلة محالها الى شركة استثمارية مقابل ان تكون مستشارة لها والمتحدث الرسمي باسم “حلويات ديبي فيلدز”. لتتفرغ لتربية بناتها الخمسة.
نستطيع ان تستخلص من هذه القصة الرائعة انه :
- يمكنك التغلب على المشكلات التي تواجهك وتبحث لها عن حل مناسب يساعدك في تنفيذ حلمك وتحقيق هدفك بالنهاية.
- ان لا تستسلم ابدا لكل محاولات تثبيط الهمة وزعزعة ثقتك بنفسك.
- احرص دوما على الاستعانة بمن يحبون العمل نفسه . فقد كانت ديبي توظف لديها من يحب الحلويات فقط ، الذي يستطيع ان يبدع في عمله معها.
- 2300 فرع يحمل اسم ديبي فيلدز بسبب اصرارها على تحقيق حلمها وتوفير كل السبل وتطويعها لتصل الى ابعد ما كانت تحلم به.